يقف الصحفي أمام زاوية من هذه المكتبة الهائلة من البيانات و في ذهنة جملة من التساؤلات.. و ينطلق في البحث عن الرّف المناسب لموضوع بحثه.. و عندما يجد ضالّته يكون قد حصل على كم لابأس به من الوثائق و الأرقام فتبدأ المرحلة الثانية من رحلته و هي إيجاد الرابط الخفي بين هذه المعطيات و الذي سيتكشّف بعد فحص البيانات و اختزالها ما سيساعده في نسج الخيوط الأساسية من قصّته الصحفية. عندها لن يتبقّى له إلّا إيجاد السبل الإبداعية المثلى لترجمة قصّته في شكل بصري جذّاب يخدم القصّة و يختزل البيانات و يجعلها سلسة في الفهم بالنسبة للمتلقّي.
على الرّغم من السهولة النسبيّة في الحصول على البيانات اليوم و تعدّد برامج التحليل و الترجمة البصريّة لها فإن مهمّة صحفي البيانات تظلّ عسيرة أو فلنقل محفوفة بعدّة مخاطر: فالبيانات لا تعدو أن تكون مصدرا أو أداة لإخبار القصّة وجب التثبّت من صحّتها .. كذلك عليه كبح جماح القصّة في هذا النمط الصحفيكي لا تطغى على الغاية الإخبارية و التوثيقية للعمل.
شوقي الأجنف
Recent Comments